كثرة الصالحين

🌹مشاهد مكية
أسباب كثرة الصالحين
   في أمة النبي ﷺ

تساءلت في نفسي عن أسباب كثرة الصالحين في أمة النبي ﷺ، فرأيت أن أهم الأسباب عشرة، وهي:

1-الدعاء بشروطه، فقد فتح الله سبحانه على عباده بابا عظيما من الخير، عندما قال:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)[سورة البقرة 186]

وقد ذكر في القرآن الكريم عدد من هذه الدعوات المستجابة الواردة.
كما أن النبي ﷺ دلنا على مواطن استجابة الدعاء في اﻷزمنة، واﻷمكنة، واﻷحوال، ومتى تفتح أبواب السماء، ومتى ترفع اﻷعمال.
وقد لاحظت أن أكثر صالحي اﻷمة قد أعطوا هذه المنزلة الرفيعة، وقد ألف اﻹمام ابن أبي الدنيا كتابا بعنوان: "مجابو الدعوة".
ونحتاج إلى مواصلة ما قام به، وإحصاء كل من ذكر أنه كان مجاب الدعوة، سواء صرح في ترجمته أنه كذلك، أو من خلال مواقف في حياته تدل على ذلك.

2-فضائل اﻷعمال ومضاعفاتها، ومن أمثلة ذلك: مضاعفات أجر الصلاة في المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد اﻷقصى.
وبيان ذلك: أن ‏صلاة أربعة أيام بمكة تعادل أكثر من صلاة ألف سنة في غيرها؛ فمن أقام بمكة أربعة أيام، وصلى فيها فكأنه صلى أكثر من مقدار عمر نوح عليه السلام.
ومن ذلك: فضائل اﻷزمنة المباركة، كيوم الجمعة، وليلة القدر، وأيام العشر من ذي الحجة، وليالي العشر من رمضان، وغير ذلك مما أخبرنا عنه النبي ﷺ.
3-حفظ القرآن، وتدبره، والعمل به.
4-حفظ الحديث النبوي الشريف، والعمل به، ففيه كنوز عظيمة أخبرنا بها النبي ﷺ.

5-العناية بالقلب لقول الله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم". وقال النبي ﷺ: "وإن في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله، واذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

6- كثرة الصلاة، ولا سيما النوافل، ومنها: قيام الليل، لقول النبي ﷺ عن قيام الليل: "دأب الصالحين قبلكم".
وقد لاحظت أن أكثر عبادة اهتم بها الموفقون من السلف الصالح، هي: الصلاة.
ولهم في هذا الباب مواقف تحتاج إلى إظهار وبيان.

7- كثرة الصيام، ولاسيما صيام التطوع مما ورد في السنة، ومن ذلك: صيام داود عليه السلام.

8-تكرار الحج والعمرة لمن وفقه الله سبحانه.
9- دفع الزكاة، وحب التصدق في سبيله، واﻹكثار من اﻹنفاق في سبل الخير.

10-هناك صفات كثيرة للصالحين ذكرت في كتاب الله تعالى، من ذلك عشر صفات ذكرت في قوله تعالى:
(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
[سورة اﻷحزاب 35]

وأخيرا: ماذكرته من أسباب يحققه حب الله ورسوله ﷺ لقوله تعالى: ( والذين آمنوا أشد حبا لله)
فإن هذا الحب هو الدافع لكل اﻷسباب التي ذكرتها.
    د. عبدالسميع اﻷنيس

Comments

Popular Posts