خطبة 20

"قد أَجمعَ العارفونَ على أن التوفيقَ : أن لا يَكِلَكَ الله إلى نَفْسِكْ
وأن الخِذلان: أن يَكِلَكَ الله إلى نَفْسِكْ" 
وإن الإنسان إذا وُكِلَ إلى نفسه ، وُكِلَ إلى ضعف وإعاقة، وذنبٍ وخطيئة ، وإذا كَفَاه الله تَبارك وتعالى شَر نَفسه ، فقد أَقامهُ على الصراطِ المستقيم ، فالنبي - ﷺ - لِعِظَمِ هذا الأمرِ، ولِكَبيرِ شأنه ، دَلَّنا على سؤال ربنا تبارك وتعالى في الصباحِ والمساءِ بدعاءه "لا تكلني إلى نفسي طرفه عينٍ أبدا"

والله ربُ العالمين سبحانه إذا أحب العبد، كفاه أمر نفسه، والإنسان،ُ كما هو معلوم، لا يستطيعُ أن يتحصل على محبة الله تبارك وتعالى إلا بأسبابها، ومن أسباب تحصيل محبة الله تبارك وتعالى للعبد، أن يكون متابعا بكل المعاني لرسول الله - ﷺ -{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

ومن التي تُورِثنا محبةَ الله ما قال اللهَ جل وعلا في حديثِ الأولياء "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَلئنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"

وإن الله رب العالمين لا يُحب إلا المُتَّقِين، لا يُحب إلا المحسنين، لا يحب إلا المقسطين، لا يحب إلا المتطهرين. ولا يحب الله أهل الخبث والخبائث، ولا يحب من خلقه أهل الفحش والفواحش..

فالتوفيق لا تجده إلا بتحصيل محبة الله، ولا تكون محبوبا لله تبارك وتعالى إلا إذا حصلت أسباب المحبة، فمنها اتباع النبي ﷺ وأن تأتي بالفرائض وافية، ثم تأتي بعد ذلك بالنوافل مزيدة مقنعة كثيرة..

فالكفاية كفاية الله والحفظ حفظ الله والتوفيق توفيقه للعباد. نسأل الله رب العالمين أن يَمُنَ علينا بمحبته وتوفيقه وأن يُعيذنا من خِذلانه إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير

Comments

Popular Posts