خطبة 13

         
الحمد لله المتوحد بالعظمة والجلال. المنزه عن النظراء والأمثال. المقدس عن سمات الحدوث من التغير والانتقال، والاتصال والانفصال.
أشهد أن لا إله إلا الله عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الهادي البشير المنقذ من الضلال. صلى الله على سيدنا محمد وبارك وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين صفت منهم الأحوال. والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين فيما لهم من محاسن الصفات ومحامد الخصال.
أما بعد(الوصية)
ومن المبادئ المقررة لدى أهل العلم أن الزمان يتشرف ويزداد قدرا وكرامة بما يقع فيه من الحوادث والتي هي الأصل في إعطاء القدر والكرامة للزمان الفلاني أو المكان. فبفضله يعلو فضله وبمقداره يرتفع قدره. وكلما كان ارتباط الناس بالواقعة قويا وتأثرهم بها عظيما كان ارتباطهم وتأثرهم بالزمان الذي وقعت فيه بنفس القوة والمقدار.

ومن هنا يعلم أن المقصود الأصلي من التذكير بأيام الله في قوله تعالى وذكرهم بأيام الله هو ربط الأمة بالتاريخ لتعميق إحساسهم وشعورهم الديني بالوقائع والقصص الدينية.

عباد الله رحمكم الله، إنكم في بداية شهر شعبان الكريم. شهر نسبه الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى نفسه الكريمة فقال رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي. فنسبته إلى نفسه خير دليل على علو مكانته وقدره الرفيع ولئلا يقع منا غفلة عن هذه النعمة أو نسيان ذكرنا بقوله ذاك شهر تغفلون عنه بين رجب ورمضان. 

شهر وقعت فيه وقائع شهيرة في تاريخ الإسلام. فيه تم تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام وفقا لرضى حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم فأنزل سبحانه قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها. وفيه أنزل الله آية أمرنا فيها بالصلاة والسلام على نبيه عليه الصلاة والسلام فشعبان شهر بركاته مشهورة وموسم خيراته موفورة. التوبة في من أعظم الغنائم الصالحة والطاعة من أكبر المتاجر الرابحة. جعله الله مضمار الزمان، وضمن فيه للتائبين بالأمان. من عود نفسه فيه بالاجتهاد، فاز في رمضان بحسن الاعتياد. فاستكثروا عباد الله فيه من صالحات أعمالكم واستثمروها لمقركم واستقيلوا الله من عثراتكم واطلبوا جنة ربكم لعلكم تفلحون

Comments

Popular Posts