خطبة ثالث رمضان 11

تستقبلك خاتمة هذا الشهر وصفوته وتقدم عليك عشره الاواخر وخلاصته هي العشر التي كان لنبينا المصطفى صلى الله عليه و سلم تهيء لها واغتنام  ونشاط  في العبادة واهتمام. فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر الاواخر من رمضان احيا لليل وايقظ اهله وجدَّ وشد المئزر.

عباد الله و اذا كان هذا حالَ نبينا صلى الله عليه وسلم فنحن احوج الى ان نسارع الى التوبة عن الذنوب والخطايا و القبائح و الرزايا 

وها هو الكريم المتفضل قد بسط لنا موائد الفضل والعطاء و نشر سحائب الجود والرخاء فاغتنموا هذه العشر المباركة فان فيها العتق من النار ومغفرة الذنوب و الاوزار بل وفيها ليلة البهاء والأنوار.. والتي قال الله في عظمة شأنها إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر.. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَن قَامَ لَيلةَ القَدر إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لهُ مَا تقَدَّمَ مِنْ ذَنبِه..كما روي عنه صلى الله عليه وسلم أيضا: إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى..

فيا من فرط أول الشهر إياك أن يفوتك الموسم واسمع إلى قول نبيك صلى الله عليه وسلم: إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر, من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم فإياك أن تكون محروماً..

ويا من نشط أول الشهر حتى إذا جد الجد وحان الموسم ترك القيام وقضى لياليه في الأسواق يقضي حوائج الأطفال والنساء ويفتُر بل ويُعرِض عن التعرض لنفحات الكريم المنان, إياك أن تكسل عما بدأت شهرك به من القيام والصيام..

عباد الله، ضيف كريم ونزل إلهي عظيم نزل بساحة كل مؤمن ومؤمنة، ولم يبق من أيامه إلا القليل.. فيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر عن قبيح الفعال.

وَمَنْ أَرَادَ ٱلْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌۭ فَأُو۟لَٰٓئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًۭا