خطبة 04

عباد الله: لقد ابتلى الله خليله إبراهيم عليه السلام بمحن وبلايا وكلمات، حيث يقول جل جلاله ((وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين))

قيل: هي سنن الفطرة، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَةِ : قَصُّ الشَّارِبِ ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ ، وَالسِّوَاكُ ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ ، وَقَصُّ الأَظْفَارِ ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ ، وَنَتْفُ الإِبِطِ ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ )) ، وقال بعضهم الْعَاشِرَة هي الْمَضْمَضَة، خمس في الرأس، وخمس في الجسد، فأتمهن كلهن فجازاه الله بالإمامة، وهكذا لا تكون المراتب العالية إلا بعد المجاهدة، فمن أراد أن يكون قدوة للناس، وأن يكون إماماً يؤتم به، فلا بد أن يكون مجاهداً لنفسه حاملاً لها على طاعة الله..

وفي تلك الأيام الحرجة التي عاشها إبراهيم عليه السلام كان إيمانه بربه أشد رسوخاً من الجبال الرواسي، وكان ثقته بنصر الله وتأييده أقوى من الأرض ومن عليها، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان آخر قول إبراهيم حين ألقي في النار: حسبي الله ونعم الوكيل). وقالها أيضاً رسولنا المصطفى محمد ﷺ، حين قالوا: إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلْ.. فأصبح النار بردا وسلاما على إبراهيم.

وجاهدوا في الله حق جهاده وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير 

Comments

Popular Posts