ما فعل الله بك ٧

روى ابن عساكر في تاريخه،عن بعض أصحاب الشبلي، أنه رآه في النوم، بعد موته فقال له: ما فعل الله بك؟ 
فقال: أوقفني بين يديه وقال: يا أبا بكر، أتدري بماذا غفرت لك؟ 
فقلت: بصالح عملي. 
فقال: لا. 
قلت: باخلاصي في عبوديتي. 
قال: لا. 
قلت: بحجي وصومي وصلاتي.
قال: لم أغفر لك بذلك. 
فقلت: بهجرتي إلى الصالحين، وإدامة أسفاري في طلب العلوم.
فقال: لا. فقلت: يا ربي هذه المنجيات التي كنت أعقد عليها خنصري، وظني أنك بها تعفو عني وترحمني. 
فقال: كل هذه لم أغفر لك بها. 
فقلت: إلهي فبماذا؟ 
قال: أتذكر حين كنت تمشي في دروب بغداد، فوجدت هرة صغيرة، قد أضعفها البرد، وهي تنزوي من جدار إلى جدار من شدة البرد والثلج، فأخذتها رحمة لها، فأدخلتها في فرو كان عليك وقاية لها من ألم البرد؟
فقلت: نعم.
فقال: برحتمك لتلك الهرة رحمتك.

Comments

Popular Posts