ما فعل الله بك ٤

قصة أوردها أبن الجوزي في كتابه المنتظم حيث كتب يقول : "حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن نافع قال: كان أبو نواس لي صديقاً، فوقعت بيني وبينه هجرة في آخر عمره، ثم بلغني وفاته فتضاعف علي اُلحزن، فبينا أنا بين النائم واليقظان إذا أنا به، فقلت: أبو نواس؟ قال: لات حين كنيته. قلت: الحسن بن هانئ؟
قال: نعم. قلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بأبيات قلتها هي تحت ثني وسادتي. فأتيت أهله، فلما أحسوا بي أجهشوا بالبكاء.
فقلت لهم: هل قال أخي شعراً قبل موته؟ قالوا: لا نعلم إلا أنه دعا بدواة وقرطاس وكتب شيئاً لا ندري ما هو. قلت: إيذنوا لي أدخل قال: فدخلت إلى مرقده، فإذا ثيابه لم تحرك بعد، فرفعت وسادة فلم أر شيئاً، ثم رفعت أخرى فإذا برقعة فيها مكتوب:
.
.
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة **** فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن **** فمن الذي يدعو ويرجو المجرم؟
أدعوك رب كما أمرت تضرعاً **** فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ماليِ إليك وسيلة إلا الرجا **** وجميل عفوك، ثم إني مسلم"

Comments

Popular Posts