جذوة الأحلام......

بقلم الأستاذ الجامعي صبغة الله الهدوي:

ونسجت من دمع المآقي سبحتي
وبنيت في دار الأماني قبتي

وأتيت وجدا والبكاء مطيتي
والقلب ينبض والسلام تحيتي

وجفوت قلبي مذ رأيت هلاليا
يبدو وينمو في ربيع محبتي

ونصحت نفسي لا تخوضي ذلة
والشهر يشهد والهلال نصيحتي

وعرجت في معراج حبّ خالد
وأتيت شوقا في معالي سدرتي

وقطفت منها زهرة ونوارها
وصنعت منها ما تزركش باقتي

وركبت والأحلام سارتني معا
فرأيت طيبة في حنايا حدقتي

وأرى الحراء كأنه يدعو بيا
ويشعّ نورا في حنادس ليلتي

في عمقه جاء الأمين من السما
وأتاه وحيا من أوائل سورة

وأرى هنالك زوجة ميمونةً
تأسو حبيبا يا لها من جرأة

فنظمت بيتي والشعور يدكّني
ويضيف حزنا في جوانح لوعتي

لا نفسي السوداء ترهن سلعتي
وأنا لقيط في زوايا طيبة

وأنا كسيد لا أريد مساوما
بل كيف يرجو واحد بتجارتي

فبقيت أنقش في الرمال قصايدي
فالقصد ينأى عن بلوغ الغاية

وبقيت أسأل كل من يمشي بيا
أين الطريق إلى ثنايا طيبتي

وسألت بدرا هل عكستم ضوءكم
في دار أحمد أم لقيتم طيبتي

وسألت شمسا هل تدرّين البها
حول الحجاز وهل مررت بقرّتي

ولقيت روضة أحمد يتلى له
خير الاغاني في صميم الآية

قد  خلّد الرحمان ذكرى أحمد
والشمس تعرف والكواكب لهفتي

يا ماشيا صوب المدينة لحظةً
خذني رفيقا واهد لي عكازتي

أنا عاطش لا النيل يشبع جرعتي
لكنني مشتاق كوثر نشوتي

والقلب يمّم ثم حكّم قيده
هيا نروح إلى جبال المروة

فلعنا نلقى البلال موذّنا
فوق المنارة يا لها من لحظة

ولعلنا نجد السراقة يقتفي
آثار أحمد يا له من نعمة

ولعلّنا نشفو النجوم تهزنا
صلوات أحمد في ستاير دلجتي

هل فيكمو أحد يرافق موكبي
أم فيكمو كفنٌ فتقبر مُنيتي

Comments

Popular Posts